الخميس ١٤ يوليو خلال لقاء آونلاين مع المفكر و الكاتب العربي عبد الحسين شعبان تم الحوار حولَ كتابه الجديد (دين العقل و فقه الواقع) الذي يطرح جدليةِ الإصلاحِ والتجديدِ.
كتابه هذا يتضمّنُ ثماني عَشْرةَ مناظرةً موثّقةً في القسمِ الثاني من الكتاب، تُناقشُ الإيمانَ واللّإيمانَ، والدينَ والإرهابَ، والدينَ والعنفَ، والمقدّسَ والمدنَّسَ، والطاهرَ والنجسَ، والذميّةَ وطهارةَ ونجاسةَ البشر، والنقدَ الذاتيَ لرجالِ الدين، ونقدَ مبدأِ التقليدِ، والفتاوى وضَرورياتِها، والطائفيةَ والمواطنةَ، والأوقافَ والفدرلةَ، والعِصمةَ والمعصومَ، والمرأةَ وموقعَها الإنسانيَ والمجتمعيَ وأطروحةَ نُقصانِ عقلِها ودينِها، والرِّدَّةَ والمرتَدَّ، وعلمَ الغيبِ وغيرَها من الموضوعاتِ الإنسانيةِ. كما أكد دكتور شعبان خلال الحوار معه على إن هناك إغفالٍ عن البُعدِ التشريعيِ للمجتمعِ وللأمّةِ في المجالِ السياسيِ، والتنظيميِ، للعَلاقاتِ الداخليةِ في المجتمعِ، و عَلاقاتِ المجتمعِ المسلمِ مع المجتمعاتِ الأخرى غيرِ المسلمة، منبهاً إلى أنّ هذه الشريعةَ ليست قوالبَ جامدةً، كما أنها ليست كلُّها احكاماً نهائية.
و أن آلياتِ الاستنباطِ الفقهيِ التقليديةِ لا تستجيبُ للمتغيِّراتِ المجتمعية، وأنّ ما يظهرُ من تطوّرٍ في أصولِ الفقهِ لا يُعَدُّ تطوراً صحيحاً، لأنَّ هذا التطوّرَ أدخلَ في علمِ الأصولِ افكاراً وقضايا ليست منهُ ولا تتصلُ بالشريعةِ من قريبٍ ولا بعيد. فتفسيراتُ الشريعةِ يمكن أن تتعارضَ فيما بينها اعتمادًا على من يقومُ بتفسيرِها، و أكد أنَّ بعضَ ما اعتبرهُ الفقهاءُ أحكاماً شرعيةً إلهيةً، لم تكن كذلك، بل كانت بحَسَبِ فقهاءَ آخرين! تعبيرًا عن تطوّراتٍ آنيةٍ اقتضتها ظروفُ عصورِها، لذلك لا َتُعدُّ أحكاماً أزليةً، بل هيَ أحكامٌ تكيَّفَت مع مرحلتِها التاريخية. و من ناحيتي قلت للمفكر بأن الفقه الإسلامي أدخل الكثير من التشويش في أذهان الناس و خصوصا بأننا نفتقر إلى الفقه القرآني الذي يجب على جميع المؤمنين إتباعه، لأن القرآن واقعي و شامل لقوانين الحياة، أما فقه الأئمة فهو في باطنه مسيّس و قابل للطعن بصحته. فالقرآن من أول صفحاته إلى أخرها يؤكد على المشتركاتِ الإنسانيةِ المتمحورةِ حولَ التعايشِ والتفاهمِ والتضامنِ و يراعي في الوقتِ ذاتهِ التنوّعَ والتفاعلَ الحضاريَ والثقافيَ والدينيَ والإثنيَّ والسلاليَّ واللُّغويَ وما يُمكن إدراجُهُ تحت هذهِ المِظلةِ المنفتحةِ على الفكرِ والعقلِ والجمعِ والوصل… تابع الدكتور شعبان حديثه معقباً على كلامي قائلاً لي: لذلك يا عزيزتي سناء، و من منطلق حديثك، حسب رأيي، لا تتمحور القضايا المطروحةُ حول الالتزامِ بفتوىً هنا، أو رفضٍ أو تجاهُلٍ لفتوى هناك، بل إنَّ الأمرَ مرتبطٌ بنهجٍ ومسارٍ فكريٍ ينعكِسُ على كلِّ نواحي حياتِنا ومنطلقاتِ تفكيرِنا وتصرُّفاتِنا، وعلى مقاربتِنا للأمورِ وإطلاقِ أحكامِنا وتصوّراتِنا، و فعلاً القرآن هو دليل واضح على أهمية التواصل الإنساني، مثلما جاء في الآية القرآنيه (خلقناكم شعوبا و قبائل لتتعارفوا) و الآية (لا إكراه في الدين)
و ختمنا الحوار على قراءة هذا الكتاب بشكل عميق كي نعرف أن نحدد من أين نبدأ الإصلاح.
سناء شامي