تضررت مئات المواقع الأثرية في سوريا خلال السنوات الماضية نتيجة المعارك والقصف فضلاً عن أعمال السرقة والنهب، إلا إن المسرح الروماني بصرى الشام، التابع لمدينة درعا جنوب سوريا و يبعد ١٤٠ كم عن العاصمة دمشق، هذا المسرح بقي صامدا و حافظ على وجوده إلى يومنا هذا،
و قد التقط السيد غزوان رمضان مسؤول العلاقات العامة في جمعية البندقية-الصداقة الإيطالية العربية بعض الصور خلال زيارته لهذا المسرح التاريخي العظيم، الذي من خلال هذه الصور أراد أن يوجه تحية سلام و محبة إلى الشعب الإيطالي، و ليقول له نحن أبناء نفس الأجداد. كما كتب أيضا السيد غزوان بأن هذا المسرح ليس الوحيد في سوريا، فهناك كنوز كثيرة تعود لحقبات الرومان والمماليك والبيزنطيين، مع مساجد وكنائس وقلاع صليبية. وكانت مدينة بصرى الشام قد ضمها الرومان بعد وفاة الملك النبطي رابا الثاني إلى الإمبراطورية الرومانية لتصبح عاصمة للولاية العربية التابعة للإمبراطورية الرومانية ما بين عامي 117-138م خلال فترة حكم الإمبراطور هادريانوس حيث بنى قلعة (قلعة بصرى) فيما بعد، ويرجح أن التحصينات الأولى للقلعة بدأت خلال العصر العباسي. وفي العصر الفاطمي بنيت ثلاثة أبراج ملاصقة للجدران الخارجية الشرقية والغربية والشمالية، وفي زمن الحروب الصليبية بنى الملك العادل الأيوبي وأولاده في القرن الثالث عشر الميلادي تسعة أبراج ومستودعات ضخمة وخزانا للمياه ليصبح المكان قلعة تامة أحيطت بخندق وتم حصر الدخول إليها بمدخل واحد يتم الوصول إليه عبر جسر خشبي.
ومن معالم مدينة بصرى الأثرية إضافة إلى مسرحها قلعة صلاح الدين الأيوبي والكاتدرائية البيزنطية وقوس النصر والمسجد العمري ودير الراهب بحيرى وجامع مبرك الناقة. إلى صديقنا الشعب الإيطالي الرائع عندما تأتون لزيارة هذا المكان الرائع، و تتجولون في القرى التاريخية المحيطة به، أؤكد لكم بأنكم ستشعرون بأنكم تعانقون تاريخكم الروماني. سوريا التي احتضنت الكثير من الحضارات، لذلك تجيد لغة الضيافة و المحبة لجميع شعوب الأرض. هنا من بصرى الشام و من وسط هذا المسرح الروماني، سوريا و أنا، نرسل لكم المحبة و السلام.
غزوان رمضان










