هي سلسلة من المنحوتات البرونزية المدهشة التي تتميز بالنقص التام للجزء المركزي من الجسم ، والشخصيات الأثيرية "غير المكتملة" و هي ترمز إلى ما تفعله الغربة بداخلنا.
و قد التقط السيد غزوان رمضان مسؤول العلاقات العامة في جمعية البندقية-الصداقة الإيطالية العربية بعض الصور خلال زيارته لهذا المسرح التاريخي الإغتراب حتما له فوائده و لكن أيضاً أضراره. هناك الإغتراب الإختياري للعمل أو الدراسة، و هناك الإغتراب القسري بسبب الحروب أو فقدان الحرية أو مصادر العيش في البلد الأصلي للمغترب، و هذا أصعب أنواع الإغتراب لأنه مع الوقت تتمزق الروح بين الحنين و محاولة الحفاظ على الهوية و بين محاولة التأقلم و الإندماج في المجتمع الجديد… و مع الوقت تتغلب آلية المعيشة اليومية و تتآكل خصوصية الذات من الداخل و ينمو فراغ صامت بارد يعيشه المغترب و ينعزل ليعيش حزناً صعب البوح فيه و صعب ترجمته… المغترب نفسه، يطبع إبتسامة الرضى على وجهه و يتجاهل الكم الهائل من الحزن المختزن بين طيات نفسه من أجل التأقلم مع الحياة الجديدة… و يمضي الوقت و لا يبقى منه إلا ما جسّده المبدع الإيطالي برونو كاتلانو.
سناء شامي