مقابلة التلفزيون الإيطالي مع جمعية البندقية الصداقة الإيطالية العربية و ضيفتهم المهندسة ماريا سعادة

    مقابلة التلفزيون الإيطالي مع جمعية البندقية الصداقة الإيطالية العربية و ضيفتهم المهندسة ماريا سعادة

    إستضاف تلفزيون 7 جمعية البندقية الصداقة الإيطالية العربية مع ضيفتهم المهندسة ماريا سعادة، النائبة البرلمانية السابقة في البرلمان السوري و رئيسة مؤسسة هنا هويتي، و ذلك للحديث عن سوريا و واقعها الحالي بعد إثني عشر عاماً من الحرب و الزلزال الأخير الذي أصابها. أهمية هذا اللقاء تأتي في وقت توقفت أغلبية الإعلام الغربي بالتحدث عن سوريا أو تسليط الضوء بأمانة على واقع شعبها و الثمن الباهظ الذي يدفعه و كفاحه اليومي من أجل المعيشة.

     

    وفيما يلي نص ترجمة المقابلة:

    مقدم البرنامج التلفزيوني تولليو تريڤيلّاتو:  
    اليوم سنتحدث عن بلد لم يعد أحد يتحدث عنه كثيراً، سنتحدث عن سوريا، هذا البلد الذي تعرض أخيراً لكارثة الزلزال أيضا
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
     و كالعادة لا نعرف الكثير عن دول الشرق الأوسط، يتم الحديث عنهم عندما يكون هناك حروب أو ثورات أو تغيير في حكوماتهم، و لكن لا نعرف شيئ عن حياتهم اليومية، و هذا ما نريد التعرف عليه اليوم، و خصوصا بما يتعلق بالهجرة، آخر قارب وصل إلى صقلية كان معظم الذين لم ينجوا من الغرق هم من السوريين. هذا النوع من الهجرة تفرضه ظروف الفقر و الزلزال و من وضع غير مستقر، هم، لا أقول بأنهم يحتاجون المساعدة، لكنهم يحتاجون فرصة لإعادة بناء إقتصادهم و ليكونوا مكتفيين ذاتياً. و لكن للآسف، الدول الغنية تستغل الدول الفقيرة، و طبعاً هذا لا يتناسب مع ما نسميه نحن ديمقراطية. نطبق الديمقراطية على أنفسنا، و لكن لا نطبقها على الآخرين. معنا اليوم ثلاث شاهدين على الواقع السوري، و بشكل خاص نائبة برلمانية سابقة، و إيطالية من أصل سوري و ضيف إيطالي.
     
    مقدم البرنامج التلفزيوني تولليو تريڤيلّاتو 
    أقدم لكم الحاضرين، د. سناء شامي، مساء الخير و شكراً لحضورك معنا. أنت جزء من جمعية البندقية- الصداقة الايطالية العربية و مسؤولة التعاون الدولي الإقتصادي و الثقافي في الجمعية.
    أُحيي أيضاً المهندسة ماريا سعادة، سورية و نائبة برلمانية سابقة، أيضاً رئيسة جمعية هنا هويتي. 
    أحيي أيضاً المهندس باولو كابوتسو، مساء الخير، شكراً لحضورك معنا، حضرتك أيضاً رئيس هذه الجمعية للصداقة الإيطالية العربية و التي تُسمّى البندقية. 
    إذاً، سنوات عديدة من الحرب، الزلزال و العقوبات الإقتصادية، أين الدول الغربية و دول أخرى إستغلوا هذا الوضع.  
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    دائماً هناك مشكلة بين من يتحكم و بين الضحية، هل الشعب السوري يستحق هذا؟ طبعاً نوجه السؤال لضيفتنا،
    هل يستحق الشعب السوري هذا الوضع الذي تراكم مع الوقت؟ و هل يحتاج تقديم الموارد و المساعدات له كي ينهض.
     
    سناء:
    أكيد، حالياً الوضع في سوريا ليس بأحسن حالاته و خصوصا ً بعد زالزال كان قوياً بما يكفي، بل كان مدمراً، بالإضافة للعقوبات الإقتصادية ضد البلد التي تسبب فعلاً صعوبات كبيرة حتى للخواص، الذين كانوا يحاولون تدوير عجلة الإقتصاد باحثين عن حلول أو طرق موازية للدفع للأمام على الأقل الحياة اليومية، مع هذه العقوبات و هذا الزلزال، لا أعلم إن كان كافياً أن أقول صار الوضع أكثر من مآساوي، حتماً البلد يحتاج للمساعدة في عدة مستويات، و المساعدة الأفضل هي إلغاء العقوبات الإقتصادية، لأن الشعب السوري قادر على أن يبدأ من الصفر.
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    إذاً سورية تحت الحصار الإقتصادي؟
     
    سناء: 
    للآسف نعم
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    لماذا تم وضع هذه العقوبات؟
     
    سناء: 
     لماذا تم وضعهم؟ صعب الشرح بكلمتين، على كلٍّ هم عقوبات آمريكية، و حسب وجهة النظر الأمريكية، هذه العقوبات تم وضعها لمعاقبة الحكومة السورية، و لكن في الحقيقة، هذا لا مبرر له، و بالتالي الذي يدفع الثمن الأعلى هو الشعب. 
     
    مقدم البرنامج التلفزيوني تولليو تريڤيلّاتو
    بخصوص هذا الموضوع لنتوجه بالحديث إلى المهندس باولو كابوتسو، العقوبات تعيق أيضاً التعاون؟
     
    باولو:
    نحن نتحدث عن العقوبات، و لكن أحياناً أشاهد في الوثائق التجارية الإيطالية تنص على عدم التجارة هذه البلدان المحاصرة،  هذا لم تقرره البلدان أو هيئة الأمم، هذا قرار غير قانوني و آحادي الجانب قررته آمريكا أو إنكلترا أو الإتحاد الاوروبي على حساب القوانين الدولية، لذلك هذه البلدان المحاصرة يتم حصارهم، كما فعلوا سابقاً مع كوبا منذ سبعين عاماً، و بما إنهم فشلوا في إحتلال هذه البلدان عسكرياً، لجئوا كما في القرون الوسطى إلى تجويع الشعب متأملين بأن يثور هذا الشعب ضد حكومته عندما يتعب، هذا النوع من العقوبات يسحب كل شيئ، مثلاً في سوريا، حاولوا أولاً تدمير البلد و قصفه بالقنابل مرسلين ٣٠٠ مرتزقة…
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    من فعل ذلك؟ 
     
    باولو:
    فعل ذلك أسيادنا: الولايات المتحدة الاميركية، أرسلوا حوالي ٣٠٠ ألف مرتزقة، من خلال توسع الحلف الأطلسي، القوة العسكرية للحلف متواجدة في تركيا من خلال القاعدة العسكرية، و المتواجدة أيضاً في العراق المحتل و في الأردن، و مع مال ممالك البترول الخليجية، الذين موّلوا الحركات المتطرفة الإسلامية أيضاً في أوربا، جمعوا عشرات و مئات الألوف من الأجانب المتمردين، ليس من الصح مناداتهم بالمتمردين، لأن هذا الإسم يُطلق على من يعارك داخل بلده، ضد حكومته، لكن من يأتي إلى بلد يبعد عن بلده آلاف الكيلومترات ليعارك في غير بلده، إسمه مرتزقة و ليس متمرد… حاولوا أن يفعلوا ما فعلوه في ليبيا، بضربة يد أسقطوا الحكومة، لكن في سوريا وجدوا أنفسهم في توقيت خاطئ، تاريخياً لأن سوريا حليف الإتحاد السوفياتي سابقاً، منذ حوالي السبعينات، و اليوم حلفاء مع روسيا التي لها قاعدة بحرية في طرطوس. كذلك لأسباب متعلقة بالتوازن الداخلي، سوريا تخافت مع إيران، رغم أن للنظام السوري هو نظام علماني، سوريا لم تكن يوما ثيوقراطية أو فيها عدم تسامح ديني…
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    أيضاً إيران بلد علماني.
     
    باولو:
     نعم، في زمن الشاه. بعد التحالف مع إيران، الحكومة السورية إستطاعت الحصول على الإعتراف بإسلامية الأقلية العلوية من آيات الله، و فعلاً في سورية و منذ زمن طويل يعتبرون العلوية مساوية للعالم الإسلامي و تنتمي إليه. العلويه هي دين باطني، كما هو الحال عند الدروز، و من خلال الدرجة التالية للبدء، يكتسبون معرفة جديدة، كانوا يعيشون في المنطقة الجبلية بخلاف الأغلبية السنية التي تعتبرهم مسلمين إلى حد ما، لذلك تحالفوا سياسياً مع إيران للإعتراف بإسلاميتهم، سوريا كما قلت، هي علمانية، في سوريا ترى من ترتدي الحجاب تسير في الشارع بجانب من ترتدي تنورة قصيرة، و ربما هي أختها تسكن معها في ذات المنزل. 
     
     مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    إذاً حسب معتقداتهم، يلبسون و يتصرفون. نعم، نعم… إذا هذا البلد وجد نفسه في التوقيت الخاطئ، حسب رأي الأمريكيين، سوريا في هذا الوقت لم تريد أن تتحالف فوراً مع آمريكا، لقد كان هناك زمن، كان فيه الجميع يصفق للرئيس بشار الأسد، أيضاً في إيطاليا، الرئيس نابوليتانو منحه الكثير من التشريفات… و بما إنه لم يتخلى عن تحالفه مع روسيا و إيران، جعلوه عدواً بأعين شعبه، لا ننسى، بأن المظاهرات الأولى في دمشق كانت مغلفة بالدعم من السفير الأمريكي في دمشق، تقريباً كما فعل مايدن في كييف، كما فعلوا مع ثورات الربيع العربي، في تونس أسقطوا حكومة كانت حليفة الغرب: في ذلك الوقت كان آوباما و كلينتون يريدون إيصال الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم، أسقطوا بن علي من خلال ثورة أسموها ثورة الياسمين، سناء كانت هناك، شاهدة على ما حدث، بعدها بدلوه بحكومة أخرى… في ليبيا أسقطوا الرئيس و أنظر الآن ما حلّ في ليبيا، لدينا أصدقاء ليبيين يروون لنا باستمرار ما يحصل في بلادهم. ليبيا كان نصيب الفرد من الدخل فيها أعلى من نصيب الفرد في إقليم أُمبريا مثلاً.، نصف السكان الإيطاليين كان دخلهم أقل من دخل الأفراد الليبيين… الليبيين كانوا في نعمة، و أنظر اليوم كيف تدهور حالهم، بلدهم تدمر، كل ما لديهم من ثروات في الخارج، تم حجزها من القوى الغربية التي هاجمت ليبيا، اليوم ليبيا مفتتة بين عصابات تساندهم قوى أجنبية غربية.  في سوريا، كان سيحدث نفس الأمر، و لكنهم توقفوا بسبب تدخل الروس و الإيرانين مدوا يد المساعدة، كذلك حزب الله الذي كان سيتعرض للهجوم من قبل المجاهدين، الذين توجهوا باتجاه البقاع  أتذكر بأننا زرنا سوريا، هناك في منطقة جبلية علوية حدودية، بداخلها قرية لأقلية مسيحية تحميها أقلية علوية، مع بداية الحرب كان الدولة غير حاضرة في هذه المنطقة، و من هنا دخل الكثير من المجاهدين الأجانب، قاموا بأفعال عنف فظيعة، إغتصبوا النساء و دمروا، الناس هناك دافعت عن نفسها بنفسها، و بحسب ما توفر لديها من وسائل، إلى أن وصل الجيش و إستطاع رمي هؤلاء المجاهدين إلى ما بعد الحدود التركية. أذكر بأنها تناولنا غداؤنا في مطعم صغير مقابل جبل نصفه واقع ضمن الأراضي السورية و النصف الآخر ضمن الحدود التركية حيث كانت مشتعلة النيران، و روى لنا السكان هناك، بأن هذا المنظر بات مألوف لهم، فالأتراك يفتعلون الحريق في نصف الجبل الواقع في أراضيهم آملين بأن يمتد الحريق إلى الجانب السوري. نستطيع القول بأن سوريا تملك هوية وطنية قوية، فهو ليس ببلد خلقته القوى العظمى بعد الحرب العالمية الأولى، بخلاف عدة دول من الشرق الأوسط، و من الأفضل إعتباره الشاطئ الجنوبي لنا، فهو بالفعل ليس الشرق، فهو بلد ذات تاريخ عريق عمره آلاف السنوات، و عندما تهاجم بلد عريق، الشعب يتحد ليدافع و إن كان على خلاف مع دولته فهو يحارب من أجل الدفاع عن بلده. 
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    ما الشهادة التي يمكن أن تقدمها لنا ماريا سعادة؟
     
    ماريا: 
    حوارها مترجم بشكل مباشر ضمن اللقاء التلفزيوني. 
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
     كم عدد المرتزقة الذين دخلوا سوريا؟
     
    ماريا 
    أجابت باللغة العربية.
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    إذاً كان هناك إعتداء خارجي عن طريق تدخل ١٨٠ دولة أشعلت و موّلت الحرب ضد الحكومة السورية؟
     
    سناء:
    هم يقولون ضد الحكومة، و هذا بحد ذاته سخيف…
     
     مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    كانوا إذاً ضد الحكومة؟
     
    سناء: 
    نعم هم يقولون بأنهم ضد الحكومة، لكنهم ذبحوا شعب و دمروا بلد بأكمله، أعتقد من السخافة أن تدمر بلد، تسبب في هروب أهله، و عملياً تمزق البلد كله لتسقط حكومة!
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    التقنية المستعملة، هي دائماً نفسها، لقد رأينا ذلك في جميع البلدان…
     
    سناء: 
    المشكلة ليست فقط في التقنية بحد ذاتها، و إنما ما هو الهدف منها أيضاً؟
     
    ماريا :
    تتابع حديثها بالعربية مباشرة. 
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    هذه "الثورة" ما زالت مستمر، و هذه الدول ما زالت تغزو سوريا، ما هو الوضع الحالي الآن؟
     
    ماريا 
    تجيب مباشرة باللغة العربية
     
    سناء: 
    تترجم حديث ماريا و تضيف، بأنه اليوم حتى التاجر أو العامل البسيط، النجار مثلاً، إذا أراد إستيراد قطعة خشب أو زجاج من أجل عمله، هو اليوم مقيد لا يستطيع القيام بذلك بسبب هذا الحصار المسمّى قيصر
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    بغض النظر عن النجار، لقد رأيت هذا الأمر يحدث في إيران، لقد جمّدوا حتى إستيراد الأدوية و مضادات الإلتهاب، وضعوا في أزمة المشفيات و المدارس، هذا هو الضرر الذي يسعوا لخلقه ضد المواطنين كي يدفعوهم ليتمركزوا ضد حكومتهم، و لكنهم لم ينجحوا بذلك، و هذا ما يفعله اليوم الحلف الأطلسي تجاه روسيا.
     
    باولو: 
    بتدخل و يقول بأنه يريد أن يجيب على السؤال المتعلق بعدد المرتزقه الذي سُبق طرحه. 
     
    ماريا 
    تتابع حديثا باللغة العربية مباشرة.
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    عادة هذا ما يحدث عن طريق الحظر، عندما تتم التجارة بعملة الدولار أو الإسترليني، البنوك المركزية تجمّد قيمة العملة، و بالتالي تتوقف عملية تسديد فواتير التبادلات التجارية، هذا يضر بالمصدّر و أيضاً بالمستورد الذي لديه حاجة للمواد الأولية. 
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    إذاً كم كان عدد المرتزقه الذين خربوا سوريا؟
     
    باولو: 
    العدد الحقيقي من الصعب تحديده، ربما العدد يتراوح بين الثلاثمئة و ثلاثمئة و خمسون خلال عشر سنوات مضوا، و حتى لو أخذنا بالإعتبار قلة العدد، فهو حتماً وصل لسوريا لا يقل عن مئة ألف مرتزقة من عدة دول مختلفة.
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    إذاً هو جيش من مئة و ثمانون ألف…
     
    باولو:
     لنقل مئة-مئة و خمسون ألف خلال إثنا عشر سنة، كان يتم تدريبهم في تركيا من قِبل الجهاز العسكري للحلف الأطلسي، ممولين من دول الخليج، و بالمناسبة، هم الآن واحد تلو الآخر يسعون لإعادة العلاقات مع الدولة السورية، و كل هذا تحت إدارة الآمريكان و الإنكليز. ماذا يريدون أن يفعلوا؟ طبعاً لا يريدون فقط إسقاط النظام و تبديله بحكومة أخرى موالية للغرب، هم ببساطة يريدون أمر أكثر ضرراً على السوريين، ألا و هو تفتيت سوريا إلى أجزاء، كما فعلوا مع العراق و ليبيا، و وسط هذا التمزيق، يريدون خلق دولة المجاهدين، العرب يسمونهم داعش، و الدولة المزعومة هذه يريدونها أن تمتد من وسط العراق وصولاً بدمشق، خالقين بذلك من داعش موديلاً إرهابياً للدولة الإسلامية المتطرفة، فاصلين بذلك ما يسمى النصف الهلال الشيعي بين إيران و ساحل بحر الأبيض المتوسط، حيث يتواجد الشيعة اللبنانيين، واضعين في المنتصف دولة الخلافة داعش و مقسمين المنطقة لأقسام صغيرة.
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    ما الأسباب التي دعت دول من طرف ثالث للتدخل، و على أساس أية مبدأ تدخلوا؟
     
    باولو: 
    الإعتداء قررته دولة الولايات الاميركية المتحدة مع أقلية من شركائها الإنكليز، أنا الآخرين لحقوا بآسيادهم، أمّا من أجل مصلحة، أو بسبب الخوف، أو لأنهم موهومين أو مرتعبين، لم يختاروا بأنفسهم ذلك، و هناك دول متاخمة لسوريا تنظر بعين الشر لسوريا، ليس من أجل الديمقراطية، و لكن لأن سوريا متحالفة مع إيران، و هذا يشكل بالنسبة لهم دخاناً في أعينهم… و بناءً على ذلك، وجدوا بأنهم لم يستطيعوا إيهام الحكومة السورية للتحالف مع آمريكا، قرروا بعدها تبديل النظام كما فعلوا في ليبيا و العراق، و هذه الأمور، باتت علنية و قد صرح بها بشكل مفتوح من الحلف الأطلسي و من الأمريكان أنفسهم، لكن الإعلام لا يتكلم عن ذلك. هي لعبة قديمة، عمرها أكثر من عشرين أو ثلاثين عام، تسعى لتفتيت الدول القادرة على المواجهة و الواقعة حول إسرائيل إلى قطع صغيرة، و تسليحها بحيث تتحارب فيما بينها ، كل دولة مع الأخرى، بحيث لا إنتصار لأي دولة منهم، أيضاً تركيا ستلقي ذات المصير. كما فعلوا مع إيران و السعودية، يساندون جهة ضد الجهة الأخرى التي تضايقهم أكثر، مزودين بالسلاح الطرفين، و بذلك هم و بأقل تكلفة يستطيعون الحفاظ على نفوذهم. هذه العبقرية الشيطانية القديمة، لم يخترعها الأمريكان، فهم ليسوا قادرين على ذلك، بل إخترعها الإنكليز و سمّوها الدور الغير مباشر خلال حربهم مع البويري، لأنهم رأو بأنه من الأفضل مساندة مجموعة من الأنذال المحليين و إيصالهم للحكم، لينفذوا لهم ما يريدون، و لا سيما بأن النفوذ العسكري هو بيد الإنكليز.
     
    مدير الحوار إيرمانّو تشازين:
    هذه تقنية قديمة منذ الإمبرطورية الرومانية و الذين كانوا يقولون، فرق تسد: يضعون شعب ضد الآخر لتفتيت الطرفين، نفس التقنية ان إستعمالها في الحرب العالمية الثانية، واضعين ستالين ضد هتلر و بالعكس… و بالنهاية الجميع ضد ستالين بمساعدة النازيين و الفاشيين، و ما زلنا حتى اليوم نبحر في هذا.
    نشكر حضوركم، و سنقوم مستقبلاً بحلقة أخرى تتحدث عن حياة الشرق المتوسط المحكوم عليه بسبب موارده و لا سيما البترول، صدام حسين، بغض النظر ما كان عليه، هو أيضاً ضحية البترول، كذلك سوريا… و تركيا تقع بين هاتين الدولتين، و ما تزال من الناحية الإستراتيجية هامة للحلف الإطلسي، لكن من يعرف ماذا سيحدث لاحقاً. شكراً لمداخلتكم.
     
    مقدم البرنامج التلفزيوني تولليو تريڤيلّاتو:  
    شكراً د. سناء شامي مسؤولة التعاون الدولي الإقتصادي و الثقافي في جمعية البندقية الصداقة الايطالية العربية.
    شكراً للمهندسة ماريا سعادة رئيسة مؤسسة هنا هويتي و التي تعمل على دعم الشباب و النسيج الإجتماعي الوطني.
    شكراً للمهندس باولو رئيس جمعية البندقية لحضوره معنا و لشرحه لنا الواقع السوري الذي تم عرضه بأعين سوريه مثل د. سناء شامي و المهندسة ماريا سعادة: هما إمرأتان سوريتان يُدافعنا أيضاً عن الشعب السوري و دولته، شكراً لحضوركم جميعاً.

     

     

     

     

    Please publish modules in offcanvas position.