إنها مدينة “مكناس، التي هي خليط من السحر والخرافة والتاريخ. مدينة يحرسها الأولياء، وهواؤها عابق بالنعناع و بالتين و الزيتون. أسَّسها المرابطون في القرن الحادي عشر لتكون مقرا عسكريًا. لكنّها أصبحت العاصمة تحت حكم المولى اسماعيل وهو مؤسس الحكم العلوي وباني أسواراها بين سنتي 1672 و 1675 ،وأكمل البناء ابنه مولاي عبد الله في عام 1731… في هذه المدينة التي تُعد واحدة من عواصم المغرب التاريخية، و التي تقع شمال المملكة المغربية تمّ توقيع مذكرة تفاهم بين جمعية العائلات العريقة لقصور الدار الكبيرة المشوراستينية، و جمعية البندقية - الصداقة الإيطالية العربية، و ذلك بناءً على دعوة إنطلقت من المفكر العربي الغني عن التعريف؛ إدريس الهاني رئيس المجلس العلمي في الجمعية بالإضافه على إنه علم من أعلام الفكر العربي و باحث معروف في قضايا النهضة العربية، و أيضاً، رئيس الجمعية مصطفى علوي، بالإضافة لبقية المسؤولين في الجمعية، إلى جمعيتنا… و بعد تبادل الأراء و التنسيق وافقت جمعيتنا و بكل شرف و سرور على هذه الدعوة والتي تتوجت بزيارة وفد إيطالي مؤلف من رئيس جمعية البندقية؛ المهندس باولو كابوتسو، مسؤولة التعاون الدولي الإقتصادي و الثقافي في الجمعية د. سناء شامي، الطبيب المتميز د. ماركو كولّوديل، و بروفسورة التاريخ دوناتيلّا راڤانيلّو و مغنية الأوبرا العالمية دومينيكا زامارا. كان اللقاء ثري في برنامجه، حميمياً في تقارب و تحاور الأعضاء من الطرفين، و ممتعاً و ثرياً بجولاته التي سمحت لنا بالتعرف على تاريخ مدينة مكناس و تذوق تراث مطبخها، من خلال دعوة رئيس رابطة العدل المنفذ المحامي محمد مراني، و لن ننسى كرم و ضيافة السيدة الراقية و الجميلة سمية التي إستدعتنا في منزلها على مأدبة غداء تقليدي رائع المذاق و الحضور، و رافقنا في هذه المأدبة عضو جمعية العائلات العريقة الموسيقار أمين بعزفه الراقي و صوته الدافئ، و أثرى اللقاء بمعزوفات من التراث المغربي و بعض من الألحان الدمشقية. لقد كان أسبوع من الشغف و العمل، أسسنا فيه معاً لأول خطوة تعاون متبادل، و خير البدايات هي تلك التي تُبنى على حسن النوايا و السعي من أجل الفائدة العامة.