الدكتور وائل عواد
في خضم التصعيد المتزايد بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة أخرى، تواصل الهند انتهاج سياسة “الصمت الاستراتيجي”، مدعيةً أن هذا الموقف يعكس توازنًا دقيقًا ونهجًا ناضجًا يراعي مصالحها القومية. إلا أن هذا الحياد الظاهري بات يواجه اختبارات متزايدة مع اقتراب نيران الأزمة من منطقة الخليج، التي تمثل للهند شريانًا حيويًا لأمنها الطاقي وامتدادًا بشريًا واقتصاديًا لا يمكن تجاهله. فالهند، التي ترتبط بتحالفات أمنية واستراتيجية مع واشنطن وتل أبيب، وتُعد شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا لدول مجلس التعاون الخليجي، تعتمد على الخليج في أكثر من 60% من وارداتها النفطية، وتحتضن المنطقة ما يزيد عن 8.5 مليون هندي يشكّلون جزءًا لا يتجزأ من نسيجها الاجتماعي والاقتصادي في الخارج.